الخميس، 30 يوليو 2009

أيام ثقيلة بلا ملامح

" لابد وأن استغراقنا فى ألمنا الخاص
يعمى أعيننا عن أن الآخرين قد يعانون ألماً مشابهاً
أى سذاجة تجعلنا لا نرى!"


يا لها من كلمات ذات وقع غريب
أعدت القراءة للتأكيد أو التخفيف من وقعها
ولكنه تأكد لدى
كلمات لها وقع بمذاق الصدق بمرارته
وقع إزالة عصابة على عين لتتركها لهجوم النور بقسوة سطوعه

ولكن السؤال الآن
هل هذا العمى دليل على السذاجة؟
أم الدليل على الأنانية الإنسانية الشهيرة
أما المشكلة الأكبر
كون أن هؤلاء الأخرين هم الأقربون سواء نفسياً أو مكانياً
وأن يعانون أمام أعيننا ونحن لا نراهم وليس بسبب عيب فى البصر
ولكن عيب فى البصيرة التى أعمتها أنانيتنا واستغراقنا فى ذاتنا
العيب فى حسنا وشعوررنا المسجون والمُغرق دوماً فى ذاتنا
حقاً ياله من وضع مذرى
لما لا نتوقف قليلاً عند الشعور بالألم وما يصاحبه من الأسى على النفس
نتوقف لنسأل أنفسنا هل الطرف الآخر لديه نفس الشعور؟
بل ونفس الأسى؟
لما لا
ألا يملك نفس المشاعر والأحاسيس أيضاً؟؟؟
أم أنها مقصورة علينا
فمثلاً عندما تكره إنسان ويتملكك هذا الشعور البغيض
ألا يستحق الموضوع لوقفة موضوعية لنسأل أنفسنا
هل هو شعور متبادل؟
وإن كانت الإجابة لا فهى كارثة تستلزم تدخل جراحى باتر
أما لو كانت نعم
ألا يجب أن يضايقنا أن فى محيطنا من يكن لنا تلك الكراهية؟
فإن كان هذا لا يقلق أحد فلا مجال للاسترسال فى الكلام فى هذا الجانب
أما عنى
فقد كنت قد وصلت لإقناع نفسى بأننى إن لم أَكره فلن أُكره
والحقيقة كنت مذ زمن بعيد توقفت عن الاهتمام برأى الآخرين عني
فلا يعنينى إن نلت قبول أحدهم أو لا
فأنا كما أنا إما أن تقبلنى كما أنا أو ترحل عنى بسلام

وأما ما أستغربه حقاً هى القدرة المتجددة للإنسان على الشعور بالألم

والأغرب من هذا أنه وبعد كل ما مر بنا من آلام وأحزان على مدار العمر
فمازال هناك شئ فى الحياة باستطعته إيلامنا من جديد وبنفس القوة
كيف نجد فى أنفسنا القدرة على الحزن وذرف الدموع على أشياء ضائعة
ولا أعلم لما هذا الإصرار
فهل حقيقى أن الألم هو ما يشعر الإنسان أنه مازال يحيا؟
هل قوة الألم تمثل قوة النبض وقوة تدفق الدم بالعروق
لا أعتقد لأنه إن كان كذلك فأنا الآن لا أُعَد من الأحياء
فقد إكتشفت فقدى لقدرتى على الشعور بالألم تجاه أى شئ فى حياتى
لم أعد أغضب لشئ
فقط شعور غريب لا أعرف كنهه
شعور بالأسف والاستسلام الصامت المشوب ببعض الأسى
وإن كنت أعتقد أنه شعور خارجى فقط
فحقاً لا أعلم بما فى أعماقى
بل ولم أعد أريد العلم
كفى أريد أن أحيا فقط فى سلام
أريد أن أصل لذلك الخط المستقيم بلا أى ذبذبات
ذلك الخط الذى يسمى إكلينكياً "خط الموت"
حيث لا شئ يؤثر وبالتالى لا شئ يؤلم
ظلام تام ...... وراحة تامة ...... وصفاء عقل ونفس وقلب
فهل سأستطيع
أم أنه مجرد حُلم
يمزقه بحثى الدائم عن نقطة
نقطة فقط لشروق ذاتى

Nashwa

ليست هناك تعليقات: